ليونيل ميسي .. هل اقترب رحيل أسطورة برشلونة عن الفريق
يبدو ان قصة ليونيل ميسي مع برشلونة قد اقتربت من نهايتها، فقائد الفريق وأسطورته الحية بات قريباً جداً من مغادرة النادي الذي دخل اليه منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره، وبالتحديد بتاريخ 14 ديسمبر 2000.
حفر ليونيل ميسي خلال هذه السنوات الطويلة اسمه بأحرف من ذهب رفقة النادي الكاتلوني، وبات أعظم لاعب في تاريخ النادي، كما أنه أصبح من أعظم اللاعبين بتاريخ المستديرة إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق كما يعتبره الكثير من الخبراء.
 |
| رحيل ميسي عن برشلونة |
أرقام ليونيل ميسي التاريخية:
من الصعب جداً حصر إنجازات النجم الأرجنتيني وأرقامه القياسية ويبقى من أهمها:
⦁ الدوري الإسباني في 10 مواسم وكأس إسبانيا في 6 أعوام وكأس السوبر الإسباني في 8 مناسبات.
⦁ دوري أبطال أوروبا 4 مرات وكأس السوبر الأوروبي 3 مرات وكأس العالم للأندية 3 مرات.
⦁ كأس العالم للشباب رفقة الأرجنتين عام 2005 والميدالية الذهبية رفقة منتخب الأرجنتين الأولمبي في أولمبياد 2008.
⦁ جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 6 مرات وهو رقم قياسي.
⦁ الحذاء الذهبي 5 مرات وهو رقم قياسي كذلك.
⦁ هداف الدوري الإسباني في 6 مواسم وأفضل لاعب في الدوري في 8 مواسم.
⦁ الهداف التاريخي للدوري الإسباني برصيد 444 هدف أحرزهم خلال 485 وهو رقم لا يمكن تحطيمه على المدى المنظور.
علاقة ميسي مع إدارة الفريق:
بدأت الأمور السلبية تظهر على السطح منذ أعوام، فكان هناك عدة تراكمات أوصلت العلاقة بين ميسي وإدارة نادي برشلونة التي يرأسها بارتوميو الى طريق مسدود.
حيث يرى النجم الأرجنتيني بأن إدارة الفريق وعلى الرغم من دفعها لمبالغ طائلة، لكنها لم تجلب للفريق لاعبين بحجم اللاعبين المعتزلين أو المغادرين امثال نيمار وإنيستا وتشافي، وبأن التخبط الحاصل في إدارة الفريق هو السبب في النتائج السلبية بالسنوات الأخيرة.
فعلى الرغم من أن النادي أحرز بطولة الدوري الإسباني موسمي 2017-2018 و2018-2019 ،إلا أن برشلونة خرج بطريقة مزعجة من دوري أبطال أوروبا، فكانت البداية من ريموناتدا روما الذي فاز في عام 2018 على البلوغرانا بثلاثة أهداف نظيفة واخرجه من المسابقة، لتأتي ريمونتادا ليفربول بشكل أقسى في عام 2019، فبعد فوز النادي الكاتلوني بمباراة الذهاب من الدور ربع النهائي بثلاثية نظيفة، عاد الريدز الذي لعب بغياب عدد كبير من نجومه وحقق الفوز على برشلونة في مباراة الإياب بأربعة أهداف نظيفة، مما شكّل صدمة كبيرة لميسي ورفاقه وللجمهور العريض للنادي العريق.
موسم 2019 -2020 الكارثي:
جاء الموسم الجديد بشكل كارثي على النادي الذي لم يحرز أي بطولة، فكانت البداية من خسارة كأس السوبر الذي فاز به الغريم التقليدي ريال مدريد، ثمّ جاء الخروج من كأس إسبانيا على يد اتلتيك بلباو، لتأتي النتائج السلبية في الدوري الذي فاز به النادي الملكي لتزيد من حساسية الأمور داخل البيت الكاتلوني، وخصوصاً لدى ميسي الذي شعر بأنه يقاتل وحيداً في الفريق.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى فقد أتت مباراة الدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا أمام نادي بايرن ميونخ لتزيل ورقة التوت عن فريق برشلونة المتهالك الذي يحتاج لإعادة ترميم، فقد انتهت المباراة بنتيجة 8- 2 لتكون أقسى خسارة بتاريخ الفريق في المسابقات الأوروبية، وأكبر نتيجة تحقق بتاريخ المسابقة خلال مباراة واحدة للدور ربع النهائي.
ليكون ما بعد هذه الخسارة ليس كما قبلها، سواء بالنسبة للنجم ليونيل ميسي أو لناديه الإسباني برشلونة.
ميسي يطلب الرحيل في مفاجئة صادمة لجمهور البلوغرانا:
في الوقت الذي حاولت فيه إدارة برشلونة القيام بتغيرات جذرية في الفريق، وكان أبرزها إقالة مدرب الفريق كيكي سيتين والتعاقد مع المدرب الهولندي كومان، بالإضافة الى إعلان الإدارة أنها ستستغني عن خدمات نسبة كبيرة من اللاعبين واستقطاب غيرهم لبناء فريق للمستقبل، جاءت الصدمة بطلب قائد الفريق الاسطورة ليونيل ميسي الرحيل عن الفريق.
ومع هذا الطلب بدأ الصدام بين اللاعب وإدارة الفريق برئاسة بارتوميو، والتي رفضت الاستغناء عنه إلا في حال حصلت على قيمة الشرط الجزائي الموجود في عقد اللاعب والبالغ 700 مليون يورو.
وبعد خروج الجماهير لتتضامن مع معشوقها وتهاجم إدارة برشلونة، خرج رئيس النادي بارتوميو ليعلن أنه مستعد للاستقالة، إذا خرج ليونيل ميسي وأعلن بشكل صريح أن المشكلة تتعلق برئاسة النادي وبأنه سيبقى إذا تغيرت الإدارة.
لكن هذا الأمر لم ينهي الأزمة التي تعقدت أكثر بعد إبلاغ ميسي إدارته بأنه يريد الرحيل عن النادي عبر البند الذي يسمح له بالخروج بشكل مجاني بعد انتهاء موسم 2019- 2020، ليرفض النادي ذلك ويتمسك بقيمة العقد الجزائي، ثمّ وقفت رابطة الدوري الإسباني الى جانب النادي وأعلنت أن خروج ميسي يستلزم دفع مبلغ 700 مليون يورو، وهذا ما قد يوصل القضية الى المحاكم لحلها.
ولكي يظهر اللاعب تمسكه بقراره فقد غاب يوم الأحد 31 أغسطس 2020 عن فحوصات فيروس كورونا التي أجراها لاعبي الفريق، ليغيب بالتالي عن التحضيرات للموسم المقبل الذي سيبدأ قريباً.
وعلى الرغم من أن النجم الارجنتيني ارتبط اسمه بعدة أندية أبرزها باريس سان جيرمان وإنتر ميلان ويوفنتوس ، إلا أن نادي مانشستر سيتي الإنجليزي الذي يدربه جوارديولا مدرب ميسي السابق في برشلونة هو الأقرب لضم اللاعب الذي يبحث عن تحقيق بعض الإنجازات قبل اعتزال كرة القدم، وبالخصوص ان المسيرة الكروية لابن 33 عام باتت في سنواتها الأخيرة، فهل سيغادر ليونيل ميسي أسوار برشلونة فعلاً..؟ هذا ما سنكتشفه خلال الأيام القليلة القادمة.