قصة اللاعب "ياكوب بواشتشيكوفسكي" الذي تغلب علي ماضيه المرعب وحقق أحلامه

 قصة اللاعب "ياكوب بواشتشيكوفسكي" الذي تغلب علي ماضيه المرعب وحقق أحلامه


ياكوب بلاتشيكوفسكي
ياكوب بواتشيكوفسكي


الحياة مليئة بمواقف ومحطات صادمة لا يود أصحابها تذكرها ويحاولون نسيانها من خلال  السير نحو تحقيق أحلامهم وفي كرة القدم أمثلة كثيرة علي ذلك، فالعديد من اللاعبين عانوا في بداية حياتهم من تجارب قاسية وصدمات مرعبة يصعب علي كثيرين تخطيها، لكنهم نجحوا في وضع كل شيء خلف ظهورهم وكافحوا للوصول إلي القمة حتي أصبحوا أبطالا من رحم المعاناة، في هذا المقال سنروي لكم قصة اللاعب "ياكوب بواشتشيكوفسكي" الذي تغلب علي ماضيه المرعب وحقق أحلامه، فتابع معنا.

"ياكوب بواشتشيكوفسكي" والصدمة المأساوية التي حدثت أمام عينيه

"ياكوب بواشتشيكوفسكي" نجم بروسيا دورتموند السابق المعروف بلقب كوبا، والذي لم يبالغ إن قلنا أن شخصيته تستحق أن تدرس لما تحمله من معاني القوة الذهنية والعزيمة والرغبة المطلقة في النجاح، فاللاعب البالغ ٣٤ عاما حاليا عاش أحداثا مأساوية في طفولته كادت تنهي مسيرته وتجرفه علي الطريق السليم، لكن إصراراه وتمسكه بحلمه مع الساحرة المستديرة أنقد حياته.

كوبا ولد في بلدة بولندية وسط أسرة متوسطة، وكانت طفولته المبكرة هادئة للغاية لم تعرف سوي ذهابه للمدرسة وعشقه للكرة، لكنه كان الهدوء الذي يسبق المآساة، فرغم أن كوبا نجح في إرضاء شغفه وتتبع حلمه مع كرة القدم بالإنضمام لنادي محلي عام ١٩٩٣ وهو في سن الثامنة، إلا أن وصوله إلي سن العاشرة بعد ذلك كان شاهدا علي صاعقة تمثلت في مقتل والدته علي يد والده بسبب خلافات بينهما.

بشاعة الأمر تمثلت أكثر في أن والده طعن والدته بالسكين عدة مرات أمام أعين كوبا وشقيقه لتلفظ الأم أنفاسها الأخيرة.

الحكم علي والد "ياكوب بواشتشيكوفسكي" بالسجن لمدة خمسة عشر عاما

الحادث كان بمثابة الصدمة التي لا يستطيع الصغير كوبا إستيعابها، فمكث في حجرته لخمسة أيام دون أن يتحدث لأحد، وقامت جدته لأمه بتربيته بعد ذلك في وقت حكم فيه علي والده بالسجن لمدة خمسة عشر عام، ومنذ ذلك التاريخ لم يتحدث كوبا إلي والده أبدا، لكنه رغم ذلك حضر جنازته عام ٢٠١٢ بعد وفاته عن عمر يناهز ٥٦ عام.

نعود لحياة كوبا بعد تلك الحادثة والتي انقلبت رأسا علي عقب، فقد تحول ياكوب من فتي حالم لصعود سلم المجد الكروي إلي مراهق يعيش حياة  سيئة تحت تأثير صدمة لم تكن في الحسبان، وحينها فكر كوبا بترك الكرة نهائيا وبالفعل ابتعد عنها لشهرين كاملين قبل أن يقنعه خالو بمواصلة المشوار، فعاد كوبا لاستئتناف التدريب مع ناديه وشق طريقه في اللعبة ليدافع عن ألوان عدة أندية بولندية قبل أن ينتقل إلي المحطة الأهم في مسيرته بروسيا دورتموند ولعب أيضا لفيورنتيناوفولسبورغ، كما أصبح قائدا لمنتخب بولندا في مسيرة رائعة ميزها اللاعب بإهداء كل هدف يسجله إلي روح والدته رافعا يديه إلي السماء.


ويقول كوبا "والدي قتل والدتي وأنا في سن العاشرة، لا أفهم أبدا لما حدث ذلك، سأسأل نفسي دائما لماذا وسأعيش مع الأمر طيلة عمري، في وقت سابق من حياتي لما اكن أرغب أن أذكر هذه الحادثة، حاولت نسيانها ولكنني لم أستطع إلا أنني الآن أصبحت ناضجا بما فيه الكفاية للتحدث عنها، في ذلك اليوم تغيرت حياتي إلي الأبد ولكنني أعتقد انه منحني الكثير من القوة، لقد واجهت بعض المصاعب في حياتي ولكنني تخطيتها وهذا لأنني أشعر بأن أمي متواجدة معي وتساعدني".

مواقف تدل علي ولاء "ياكوب بواشتشيكوفسكي" 

ويبدو أن هذه الظروف صنعت لكوبا شخصية قوية ومميزة تجسدت في مواقف عديدة، أهما عند طلب اللاعب في يناير ٢٠١٩ من ناديه فولسبورغ السماح له بالعودة إلي فريقه السابق في بولندا "فيسوا كراكوف"، رافضا أن يتقاضي منه أي أموال وذلك بسبب معاناة النادي من أزمة مالية حادة وهو ما أدي إلي بيعه إلي إتحاد مستثمرين من كامبوديا، ولم يقتصر ولاء كوبا علي عدم تقاضيه أموالا فحسب بل دفع للنادي مع ملاكه الجدد لإخراجه من أزمته المالية، وسبق له أن تبرع بمبلغ ثلاثمائة ألف يورو لدفع رواتب اللاعبين، وحاليا لا يزال يتواجد كلاعب بين صفوف ذلك الفريق.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -